التاريخ : 2020-11-15
«فوضى السلاح» وجرأة الحواتمة!
رجا طلب
خلال شهر مضى أو أكثر قليلاً اعدنا اكتشاف انفسنا بطريقة لم تكن في الحسبان، أول هذه الاكتشافات أننا لسنا مجتمعا عصياً على كورونا، ونحن اليوم وبكل اسف وكما قال وزير الصحة الأسبق سعد الخرابشة في قمة الهرم الوبائي أو ما يسمى بالمرحلة الخامسة منه وذلك بعد أن كنا قد سجلنا ولمدة اسبوعين متتاليين «صفر» إصابات، كما أعدنا اكتشاف أنفسنا بأننا لسنا مجتمعاً ملائكياً بل كأي مجتمع اخر ينخره الخارجون على القانون ومجاميع من القتلة وغيرهم من اللصوص وفارضي الإتاوات وذلك بعد الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشاب صالح في مدينة الزرقاء وهزت الأردن ووصل صدى بشاعتها دول الجوار، وها نحن اليوم نواجه ظاهرة «فوضى السلاح» الذي ظهر مع بدء إعلان نتائج الانتخابات وفاجأنا جميعاً وكشف صورة اخرى من صور الخروج على القانون ممثلة «بغابة البنادق» التي كنا نجهلها، خرجت هذه الكميات من السلاح بحجة الفرح بانتخاب هذا النائب أو ذاك في صورة أقل ما يقال عنها أنها كوميديا سوداء، يحتفل فيها من يمثل الشعب والذي من المفترض أنه المدافع عن السلم المجتمعي وحماية القانون وتطبيقه يحتفل بطريقة فوضوية تكرس الخروج على القانون وتعمل على تقويضه، ولا أدري كيف يستقيم ذلك؟
في الحالات الثلاث المشار إليها كانت الأجهزة الأمنية وقوات الدرك والجيش العربي «الأصيل والمؤصل» هي الحل في خدمة السلم المجتمعي وتكريس الانضباط وتطبيق القانون، فالأمن حاجة يُجمع عليها الأردنيون والتي باتت بالنسبة لهم ضرورة في ظل تحولات مجتمعية دراماتيكية أقل ما يقال فيها أنها قادرة على صناعة التطرف السلوكي والأخلاقي.
في خضم تلك التطورات استوقفني وتحديداً بعد انتشار عشرات المقاطع من الفيديوهات للخارجين على القانون والتي أظهرت تمرداً «مخجلاً ومقلقاً» على الدولة وقوانينها ومساحة التسامح فيها، استوقفتني جرأة مدير الامن العام اللواء الركن حسين الحواتمة الذي لم يوارب أو يجامل في كلامه لدى تشخيصه لظاهرة فوضى السلاح حيث حمل مسؤولية هذه الحالة الخطيرة «للحكومات السابقة»، وهو كلام سياسي «بنكهة أمنية خاصة» تستدعي منا جميعاً متابعة هذا «الاتهام» ومعرفة تفاصيله وتحديداً من قبل مجلس الأمة بشقيه الأعيان الجدد والنواب الجدد.
في كل الأحوال كنا نتمنى أن تمر تجربتنا الانتخابية في ظل تحدى كورونا بأقل الضرر وبنوع من الفخر والاعتزاز، ولكن للأسف فان المراهقة السياسية والخفة الثقافية وغياب الرزانة المسلكية لدى بعض النواب الناجحين أو المترشحين الذين لم يحالفهم الحظ شوهت صورة الأردن وصورة التجربة.
(الرأي)
عدد المشاهدات : ( 11971 )